عرس آخر على خط وقف إطلاق النار - ارشيف موقع جولاني
موقع جولاني



عرس آخر على خط وقف إطلاق النار
نبيه عويدات – 15\06\2007
وليدة ورويدة حمد تزوجتا قبل حوالي سبع سنوات وأسستا عائلتيهما في قرية مسعد في الجولان حيث تعيشان مع زوجيهما وأولادهما. أهل وليدة ورويدة يعيشون في قرية حضر المجاورة والتي لا تبعد أكثر من خمسة كيلومترات عن مسعدة. قصة قد تبدو عادية وسعيدة لولا أن بين مسعدة وحضر يمر خط وقف إطلاق النار وحقول الألغام، ولولا أن وليدة ورويدة لم تلتقيا الأهل منذ أن تزوجتا قبل حوالي سبع سنوات.. فأهالي الجولانممنوعين من السفر إلى دمشق.

اليوم كان زفاف أخيهما الأصغر الذي تركتاه فتى في المدرسة، كبر في غيابهما وها هو يتزوج، ولكنهما لا تستطيعان المشاركة في الفرح مع أنه على بعد بضع مئات من الامتار، إنه الواقع الجولاني المر الذي يعود ليذكرنا كل يوم فيرش الملح على الجرح، جرح مئات العائلات الجولانية المقسمة على طرفي خط وقف إطلاق النار وحقول الألغام.

بعد ظهر اليوم قدم موكب العريسين إلى المنطقة المقابلة لمجدل شمس، ومن الجهة الأخرى وعبر خط وقف إطلاق النار وحقول الألغام قابلتهم وليدة ورويدة ومعهما زوجاهما وعدد من الأهل والأصدقاء.
وهناك من فوق الأسلاك الشائكة وحقول الألغام وخمسمئة متر تفصل بينهم أقام الأهل فرحهم فغنوا وتمنوا للعريسين السعادة والهناء، ثم عاد كل إلى جهته: العريسان والأهل إلى حضر ووليدة ورويدة إلى مسعدة...

إنها قصة قد تحدث في الأفلام الخيالية ولا يمكن تصورها في الواقع.. ولكنها تحدث في الجولان المحتل حقيقة واقعة وجرح ينزف منذ أربعين عاماً.

تقول وليدة ورويدة أنهما ستذهبان مساءً إلى بقايا قرية سحيتا ومن هناك يمكنهما رؤية بيت الغائلة في حضر وستشاهدان عرس أخيهما عن بعد وتتمنيان له السعادة.

وليدة حمد


رويدة حمد


هناك على الطرف الآخر الأهل والعرس


وهما تراقبان من هنا بالمنظار وتقدمان التهاني بمكبر الصوت